الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ، أمّا بعد :
الوكالة : هي أن يستنيب شخصٌ شخصاً آخر ينوب عنه في أمر من الأمور التي يجوز فيها الإنابة ، كالبيع والشراء وغيرهما .
والوكالة من محاسن الإسلام ، فليس كل إنسان قادر على أن يباشر أموره وأعماله بنفسه ، من هنا أجاز له الإسلام أن يوكِّل غيرة ليقوم بها نيابة عنه .
شروط صحة عقد الوكالة
- أن يكون كلٌ من الموكل والوكيل أهلاً للتصرف .
- أن يكون الشيئ الموكل فيه ملكاً للموكل ومعلوماً .
- أن تكون في الأمور التي يجوز فيها الإنابة ، كالعقود والفسوخ ، وإدارة الأموال ، وتصح الوكالة مع العجز كما في الحج والعمرة ، ولا تصح الوكالة في العبادات البدنية المحضة كالطهارة والصلاة .
أنواع الوكالة
- وكالة مطلقة . كأن يقول الموكل لوكيله اشتر لي قميصاً دون أن يحدد له اللون أو الثمن أو وقت الشراء .
- وكالة مقيدة . وفيها يحدد الموكل لوكيلة شروطاً في الشيئ الموكل فيه ، كأن يحدد له في المثال السابق لون القميص أو ثمنه .
حقوق وواجبات أطراف العقد
يجب على الموكل أن يختار من يوكله بدقه ، فيختار الأمين صاحب الدين ، ويجب على الوكيل أن يتقي الله عز وجل فيما وُكل فيه ، فلا يفرّط فيه إن كان مالاً - مثلاً - وإلا وجب عليه التعويض لموكله .
وقد استفاد العلماء المعاصرون من عقد الوكالة في تيسير المعاملات المالية المعاصرة ، وابتكار حلول مالية تعتمد على عقد الوكالة بعيداً عن العقود المحرّمة أو التي تبنى على الربا .
